السمنة تسبب العقم والضعف الجنسي
هناك أخبار سارة وأخبار سيئة لمن يعانون العقم. الأخبار السيئة تقول أن السمنة هي عامل هام في حدوث العقم، اذ أظهرت دراسات حديثة أن السمنة تتسبب في خلل جنسي في الرجال بطرق مختلفة، لكن الأخبار الجيدة تأتي من خلال دراسة حديثة تثبت أن خفض الوزن يمكن أن يحل مشكلة العقم. ويأمل الخبراء في أن هذه الدراسات الحديثة يمكن أن تشكل حافزا للرجال لكي يخفضوا أوزانهم. السمنة ترتبط بالضعف الجنسي والعقم، كما أن علاجها يحسن من هذا الضعف والعقم. فهل ينتبه الرجال؟
--------------------------------------------------------------------------------
وفي أمريكا حيث يعتد بالاحصائيات الدقيقة ثبت أن 30 مليونا من الرجال يعانون بدرجة أو أخرى من العقم، كما أن نصف عدد الرجال الذين تعدوا سن الأربعين يعانين من ضعف الانتصاب، وأربعة رجال من كل خمسة من الذين يعانون من مشاكل جنسية هم من زائدي الوزن أو يعانون من السمنة. وطبعا يكون للياقة البدنية دخل بالموضوع.
ويقول دكتور ناتان بارشاما طبيب المسالك البولية في مركز سيناء الطبي بنيويورك أن السمنة غالبا ما تترجم الى خلل هورموني بما في ذلك التستستيرون المهم للخصوبة وللرغبة الجنسية والطاقة وأيضا صحة العظام ويمكن أن يتسبب هذا الخلل أيضا في الاكتئاب.
ومن المؤكد أن العقم موضوع معقد من الناحية الجسدية والنفسية، يضاف الى ذلك أن الهرمونات الذكورية هي عامل في هذه المشكلة،كما أن الوظائف الطبيعية للجسم تعتمد على جهاز دوري وقلب سليمين. والشخص الذي يعاني من مرض السكر وارتفاع ضغط الدم ومرض القلب أو تصلب الشرايين سيعاني بالقطع من تقلص كمية الدم المتدفق مما يقود الى الضعف الجنسي. والسمنة نفسها قد تؤثر على جدران الشرايين الداخلية فتمنعها من الاتساع لكي تسمح بتدفق الدم الى منطقة الحوض.
والسمنة بحد ذاتها تحدث خللا في الجهاز الدوري وتؤثر ليس في القلب فقط بل في الجنس أيضا. ويشير البحث المنشور في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في عدد أخير الى أهمية عنصر السمنة في احداث الضعف الجنسي، وفي هذه الدراسة تم استبعاد مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. وأثبت البحث أن هناك تغيرات مؤثرة لخفض الوزن والتمرينات الرياضية في علاج الضعف الجنسي. وأثبتت الدراسة أن واحدا من كل ثلاثة شاركوا في الدراسة وخفضوا وزنهم ومارسوا الرياضة استعادوا قدراتهم الجنسية وقدرتهم على الانجاب. وقد تم تعريف سمنة هؤلاء الرجال بحسب مؤشر كتلة الجسم وهو حاصل قسمة الوزن بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر. ويكون هذا المؤشر طبيعيا اذا كان أقل من 25 بينما يوصف الشخص بالوزن الزائد بين 25 و29 أما 30 فما فوق فيكون الشخص سمينا. ولقد كان الرجال الذين أظهروا استجابة هم الذين نزل مؤشر كتلة الجسم لديهم من متوسط 37 الى متوسط 31. ومعنى هذا أنه ليس من الضروري أن يكون الرجل لائقا تماما لكي يعالج حالة الضعف الجنسي، ففي حالة مؤشر كتلة الجسم 31 يظل الانسان سمينا ولكنه يكون قد فقد كمية كافية من الدهون تسمح بعلاج الحالة.
ومستويات بروتينات الجسم (ومنها ما يسمى C-reactive protein) تسجل انخفاضا في مستواها مع خفض الوزن. ويعتقد أن هذه البروتينات التي ينخفض معدلها تحسن من تدهور قدرة الشرايين على الاتساع مما يسمح بتدفق الدم الى منطقة الحوض.
ويضاف الى التأثير السلبي للسمنة على القدرة الجنسية للرجال التدخين أيضا وهو عامل مؤثر قوي في احداث الضعف الجنسي. فقد وجدت دراسة أجرتها مدرسة هارفارد للصحة العامة أن السمنة والتدخين يتداخلان بصورة قوية في احداث الضعف الجنسي.
وأكد الباحثون أن ضعف الانتصاب ومرض الشريان التاجي للقلب يتشاركان في نفس عوامل الخطر المحدثة للمرض في الحالتين مما يستدعي نفس العلاج وأيضا تغيير اسلوب الحياة بحيث يشتمل على ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي السليم.