إزاي الصحة؟
تقابل إنسان فتبادره بالتحية ، وبعدها يأتي السؤال التقليدي الذي يختلف من بلد لآخر ومن ثقافة لأخرى.. في الغرب يكون السؤال بما معناه "كيف حالك؟" أو "ماذا تفعل؟" ، وفي بعض البلاد العربية يسألونك "إيش لونك ؟" وهم لا يقصدون بالطبع معرفة لون بشرتك حتى لا تكون إجابتك مضحكة وأنت ترد "أسمر" أو "قمحي مائل للسمرة " أو "أبيض مشوب بالحمرة" !!
--------------------------------------------------------------------------------
وفي أم الدنيا يكون سؤال الترحيب في أغلب الأحوال هو "إزاي الصحة؟".. وفي رأيي أن هذا سؤال عبقري لأنه يحمل في طياته إستفسارا عن كل أحوالك. فالصحة في تعريف منظمة الصحة العالمية هي الحياة الطيبة الخالية من المرض الجسدي والنفسي والمغلفة بحالة ذهنية جيدة.. السؤال عن الصحة إذن هو إطمئنان على الجسد والنفس والحالة المزاجية ، مع تمني بالخير لكل هذه النواحي بالطبع.
وكل معوقات الصحة عضويا أو نفسيا سواء كانت ميكروب أو فيروس أو ضعف أو شيخوخة أو انهيار في المناعة أو أورام وغير ذلك تستهدف الجسد الضعيف ، وهذا المسكين أيضا هو الذي يدفع ثمن عذاب النفس عندما تتوتر وتكتئب وتقلق وتعاني من الضغوط ، فيصاب الجسد بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكر والسرطان أيضا والآلام مثل ألم الظهر والصداع.
ويحاول الإنسان أن يحقق التوازن النفسي والجسدي حتى يقلل من الأضرار التي يتحمل وقعها هذا الجسد الذي قد يعيد تصدير معاناته الى النفس مرة أخرى مما يزيد قلقها وعذابها.. إن السلام النفسي وتوافق النفس والجسد هما مفتاح السعادة والرضا في الحياة..وهذا ما نرجوه ونتمناه.. حتى يكون جوابك على من يسألك عن الصحة هو "الحمد لله".