المبحث الأول: خطب في بيان وتصحيح بعض المسائل الاعتقادية:
الخطبة الأولى: دعوة العشيرة الأقربين إلى الدين وإنذارهم من النار:
عن أبي هريرة قال: لما أنزلت هذه الآية: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فاجتمعوا فعم وخص، فقال: ((يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها)) وجاء من حديث عائشة أيضا([28]).
الخطبة الثانية: التحذير من الشرك الأصغر:
عن طفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها قال: رأيت فيما يرى النائم كأني مررت برهط من اليهود فقلت من أنتم؟ فقالوا نحن الوليد، فقلت أنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله قالوا وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد، ثم مررت برهط من النصارى فقلت أنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله فقالوا وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد.
فلما أصبحت أخبرت بها ناساً، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بها، فقال: ((هل أخبرت بها أحداً؟)) فقلت: نعم، فلما صلـى الظهر قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((إن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنه، فلا تقولوا ما شاء وشاء محمد)) ([29