: تخلص من العقبات للوصول إلي التسامح
تغيير أنظمة معتقداتنا
إذا كنا نريد التعرف علي قيمة التسامح أن التسامح أن نسامح كل الناس وكذلك أنفسنا فإن علينا أن نغير أنظمة معتقداتنا ويمكننا أن نبدا بالتخلي عن معتقد الأنا بأننا حتما سنجد شخصا نلومه عندما يقع شئ خطا ويمكننا أن نعتنق معتقدات جديدة في قلوبنا تسمح لنا برؤية قيمة التخلي عن لوم الذات ولوم الآخرين والاستسلام للحب.
إحدى هذه الطرق التي يمكننا أن نتخذها هي تغيير الطريقة التي نري بها أنفسنا (من تكون وماذا تكون) الأنا تجعلنا نندمج مع الجسد بدلا من أن نري أنفسنا كمخلوقات روحية تعيش لفترة محددة في أجسام مادية إذا اعتدنا أن تكون لدينا الرغبة في النظر إلي أنفسنا إلي من حولنا ككائنات روحية لا كأجساد فسيصبح من السهل أن نري قيمة التسامح.
وقد بدأت رحلتي الروحية عام 1975 عندما اطلعت علي كتاب "دروس في المعجزات" لقد أحدثت هذه الكتابات اختلافا جوهريا في الطريقة التي أرى بها نفسي والعالم واليوم أواصل التعلم من تلك الدروس وأتخلي عن بعض معتقداتي وأفكاري القديمة.
والآن أن مقتنع أن لكي نكون سعداء حقا ينبغي أن تتعلم قيمة التسامح وحب أنفسنا والآخرين فتخطي بالسلام والسعادة عندما نتوقف عن إلقاء اللوم علي الآخرين أو الأشياء عندما نصاب بأذى فاللوم لا يعيد إلينا السعادة التي نرجوها ولا حتى النيل ممن أذانا والتسامح فقط هو الطريق إلى تحقيق ما نصبوا إليه ولذلك فان علينا أن نكون الأشخاص الذين ينفسون عن الغضب والأذى والمرارة والألم في كل من الصراعات الداخلية والخارجية .
وبينما كل منا يتحمل مسئولية التخلي عن العوائق التي تمنعه من ان يسامح نفسه والآخرين فسنشفي ونصبح سعداء وننعم بالسلام.
التغيير يحدث بالتغلب علي عائق واحد في كل مرة
التغلب علي الخوف والخزي واللوم إن أول عائق نحتاج إلى أن نتغلب عليه هو عدم رغبتنا في تغيير معتقدنا وربما كان اكبر سد يعوقنا عن التسامح هو أن أساس اعتقادنا هو الخوف وليس الحب ويبدأ هذا السد في التلاشي عندما نؤكد رغبتنا في الحياة برؤية الآخرين إما ودودين أو خائفين يلتمسون المساعدة من اجل الحب .
يجب أن اعترف إنني لم اكن انظر إلي الحياة بهذا المنظور من الصغر ونشأت كسائر البشر لا أجد نموذج يحتذي به في التسامح وفجأة شببت إلى المراهقة ولدي القليل من الوعي بما يمكن أن يقدمه لي التسامح ولكنه كان مجرد مفهوم ديني بالنسبة لي ولم يكن لدي أي فكرة عما يمكن أن اصنعه بحياتي وغاية ما أذكر أنني لم أكن أعلم أي شي عن تطبيقية عمليا في حياتي اليومية .في بعض الأحيان يمون مفيد جد سرد ما مررنا به من تجارب في حياتنا هو افضل طريقة لننقل من خلالها الدروس التي تعلمناها للآخرين.
كن واعيا للإدراك والتصور إننا كآدميين لدينا طريقة خاصة تجعل لحياتنا معني فنحن نحتفظ بذكريات رائعة عن كل ما يمكن أن يحدث فاننالا نتذكره فقط بل نستخدمه في الحكم علي الأمور التي تحدث في الحاضر والمستقبل.
التحكم في الماضي والمستقبل لكي نعد قلوبنا وعقولنا للتسامح يلزمنا أن نتغلب علي عقبة اعتقاد أن الماضي سوف يتكرر حتما في المستقبل.
عندما نتعرض الي هجوم فإن الخوف يحفزنا للدفاع وحتى بعد تكرره في المستقبل نصبح عرضي للخوف معتقدين إننا سنتعرض لهذا الاعتداء مرة أخرى وتخبرنا الأنا دائما ألا نثق بالآخرين بل ونتوقع منهم الهجوم ثانية .
ويرجع الاعتقاد بأن الماضي هو المتنبئ بالمستقبل إلى الأنا التي تتزود بوجبة واحدة من الأفكار غير المتسامحة والخوف واللوم والذنب والتي تباعد بينا وبين الآخرين وبين ذواتنا وتناي بنا عن الإحساس بالحب .
ولأعراض المعاناة والألم جذورها من الأفكار غير المتسامحة ويمكن أن تكون في أشكال مختلفة وقد أثبتت أبحاث علم النفس المتخصص في التوتر الإنساني أن الأفكار والمشاعر التي نكبتها في عقولنا تتحول دائما إلى أعراض بدنية واضطرابات عاطفية :القلق، والإحباط ،الإثارة، التقدير الضعيف للذات، الصداع ،آلام الظهر، آلام العنق ،آلام المعدة، ونقص المناعة الذي يمكن أن يجعلنا عرضه للأمراض الحساسية.
ولقد حان الوقت للكف عن الهجوم علي أجسادنا بأفكارنا السلبية.
ويمكن أن تتحول أفكارنا القاسية المتزمتة إلى ردود أفعال عصبية تهاجم أجسادنا وتصبح عوامل أساسية في تطورالاعراض السيكوسوماتيك لكثير من أنواع الأمراض المختلفة مثلها مثل الأمراض العضوية الفعلية وللتمسك بالأفكار المتزمتة تأثير قوي علي صحتنا العامة.
وبصرف النظر عن وصف المعاناة التي نعاني منها فمن الحكمة دائما أن نستكشف الأفكار المتزمتة التي تحول بينا وبين التماثل للشفاء.
ونحن لا نفضل تقبل فكرة أننا عندما نتمسك بالأفكار المتزمتة فنحن بالفعل نختار المعاناة وربما أخبرتنا الأنا بأنها هي الطريقة المثلي لمعاقبة أولئك الذين آذونا ولكننا نجد أننا أنما نؤذي أنفسنا دائما تذكر أن الألم والخوف والشك والمرض غذاء الأنا فهي تمقت السلام والحب والسعادة والصحة .
ومتشبثة بأسلحتها تنئنا الأنا العنيدة بأنه من الممكن أن نتسامح بعض الشيء ولكننا لا نتسامح إلى الأبد.
وهناك طريقة أخري تحاول الأنا من خلالها التحكم في نياتنا وهي أن نسامح شخصا ما ولكن نحافظ علي تفوقنا عليه ومفهوم الأنا الذي نميل تالي تصديقه هو إننا إذا لم نستمر في التمسك بالضغينة تجاه هذا الشخص الذي آذانا فإننا نحيط أنفسنا بالخطر والمشكلة هي أن هذا النوع من الطاقة السلبية دائما ما ينمو بداخلنا ويؤثر علينا في النهاية.
تذكر أن أفكارك ومعتقداتك تحدد كيفية ممارسة حياتك والهدف من التسامح هو أن يحررنا من الماضي إنه يحرنا من الضغائن والشكاوي التي نحملها للآخرين وبدلا من أن نجد أنفسنا في مواجهة الخطر فإن تسامحنا يتيح لنا أن نعيش بصورة اعمق في الحاضر ويساعدنا الحاضر بالتالي علي إن نري المستقبل بشعور مسالم فيمكن أن يمتد الحاضر المسالم إلى المستقبل فيصبح والمستقبل شيئا واحدا وللأسف فأن معظمنا يعيش في الواقع حيث يصبح كل من الماضي المخيف والمستقبل المخيف شيئا واحدا وتخلق معتقداتنا حقيقة أن الأسوأ هو الذي سيأتي.
يمكن للكتابة أن تكون أداة قوية في عملية التسامح ومعالجة العلاقات فيمكن لقصيدة أو خطاب لصديق أو صفحة أو اثنتين في مجلة أوحتي خطاب غير بريدي الي شخص سبب لك ألما أن يعبروا عن المشاعر التي كان من الصعب التعبير عنها مع كونها جديرة بالتكريم.
فالطفل الخائف الذي يعيش بداخلنا يمكن علاج خوفه عن طريق حبك ومتن خلال عملية التسامح وليحدث ذلك فقد تحتاج للوقوف علي صورتك وأنت طفل وصورتك وأنت صبي ضع صورك علي المرآة أو فوق مكتبك أوفي أي مكن يذكرك بها وأحب الطفل الخائف الذي بداخلك كل يوم فلعلك تجده وقد أصبح أكثر نضجا ومحبة وبهجة.
"إنه من الأيسر أن نتسامح عندما نتخلي عن اعتقادنا بأننا ضحايا"
"التسامح عملية مستمرة وليست شيئا نقوم به مرة أو مرتين"
”يخلق التسامح عالما نمنح فيه حبنا لأي إنسان"