"التسامح هو أقوي علاج علي الإطلاق"
نموذج التسامح:
يعطينا المؤلف نموذج شخصي عن التسامح وذلك من خلال سيدة من سويسرا تبرعت بكامل ثروتها إلى الجمعيات الخيرية وهي في الثلاثة والتسعين من عمرها وكان لديها لوحة من القرن الثالث عشر قررت أن تهديها لمؤلف الكتاب جيري جامبولسكي واتصلت به من خلال صديق لها من الولايات المتحدة وقد عرف المؤلف أن هذه السيدة بعد موت زوجها منذ عدة سنوات أصبحت سيدة عجوز قاسية وغريبة وكان التعامل معها صعبا وكانت دائما ما تضايق الآخرين وتدخل معهم في جدال وعندما بلغت الخامسة والثمانين أعطاها صديق نسخة من كتاب "الحب يبدد الخوف "
اصبح الكتاب هو شغل السيدة وسرعان ما بدأت تسامح كل أولئك الذين شعرت بأنهم أذوها في حياتها وقد سامحت نفسها علي السلوك الذي شعرت انه تسبب في أن يشعر الآخرين بالألم واو لم يكن لائقا وتغيرت حياتها علي نحو عجيب فلم تعد قاسية أو غريبة الأطوار بل أصبحت خالية من الهموم واشد ما تكون مرحا عن حياتها من قبل ولتحتفل بهذا التحول فغيرت اسمها إلى هابي "أي سعيدة".
وقد قامت هابي بترجمة ونشر كتاب "الحب يبدد الخوف" إلى اللغة الفرنسية قبل أعوام دون أن يعلم المؤلف قبل مقابلتها.
وقام المؤلف بزيارة هابي هو وزوجته في سويسرا وقد مضوا معها ثلاثة ايام وقال المؤلف انه يمكن القول أنها تحيا بكل ما يحويه اسمها من معني فقد كانت واحدة من اكثر الشخصيات التي قابلتها حبا للسعادة والسلام للناس.
وعندما سألها المؤلف عن سر التغيير الإيجابي في حياتها قالت" أنها تخلت عن كل آرائها" عاد المؤلف وزوجته إلى بلادهم وبعد ثلاثة أسابيع تلقوا مكالمة تنعي لهم أن هابي قد ماتت علي فراشها بسلام كما تنبأت لنفسها.
والي يومنا هذا والمؤلف يفكر في قصة هابي وكيف تحولت حياتها من خلال التسامح وانه في غاية الامتنان لإتاحة الفرصة لمقابلة هذه السيدة وستظل هذه السيدة دائما وأبدا النموذج المثالي لكلينا المؤلف وزوجته وتذكرنا دائما بأننا لن نبلغ من العمر ما يمعننا من التغيير.
"القرار بعدم التسامح هو قرار المعاناة"
التسامح يوحي بالمعجزات:
في النهاية يروي لنا المؤلف قصة من كتاب "معجزات صغري:مفارقات عجيبة من حياتنا اليومية"للمؤلف بيتا هالبرتسنام وجوديث ليفنثال.
هناك شاب يدعي جوي يبلغ من العمر تسع عشر عاما ترك منزله وتمرد علي أبيه وقد ضاق به والده بشدة وهدده بأنه سوف يتبرأ من نسبه ما لم يغير ما بعقله وبالرغم من ذلك لم يغير من رأيه وتقطعت الاواصر بين الأب والابن وقد هام الابن حول العالم ليبحث عن حقيقة نفسه وقد وقع في حب سيدة رائعة وبعد مرور فترة من الوقت أحس أن لحياته معني وهدف.
وبعد عدة أعوام وذات يوم في إحدى مقاهي قابل صديق له الذي قال له "آسفا جد لسماعه وفاة أبيه الشهر الماضي" وذهل جوي فقد كان لاول مرة يسمع هذا النبأ فعاد إلى منزله واكتشف جذوره الدينية وانفصل عن خطيبته وبعد قضاء فترة قصيرة في البيت قرر أن يكتب رسالة إلى والده يعبر فيها عن حبه الشديد له ويطلب منه السماح.
وبعد إن كتب الرسالة طواها وحاول وضعها في إحدى فجوات الحائط وفي أثناء ذلك سقطت أمامه رسالة أخرى مطوية واستقرت أمامه فانحني والتقطها وبدافع الفضول قام بفتح الرسالة ولم يكن خط اليد غريبا عليه فقراها ولدهشته فقد كانت رسالة من أبيه يطلب منه أن يسامحه لانه تبرا من ولده ويعبر عن حبه العميق وغير المشروط الذي يكنه لجوي.
وأصابت جوي صدمة شديدة وكيف يمكن ان يحدث ذلك لقد كانت معجزة ورغم صعوبة تصديق ذلك لكن ذلك قد حدث فعلا فقد كانت رسالة مكتوبة بخط يد والده ويعد ذلك دليلا لا يقبل الجدل بان ذلك ليس بحلم.
وبدا جوي يعود الي حياته ودارسته في الولايات المتحدة وبعد عامين دعاه صديقة علي العشاء قابل هناك صديقته القديمة التي تركها منذ أعوام وتزوج منها.وليس من السهل أن نتقبل دائما حقيقة ان نغير في الفهم ما يمكن ان يحدث مثل تلك المعجزة ويمحو العوائق التي تعوق أد اركنا للحب وتوضح قصة جوي انه حتي الموت لا يمكنه ان يقف في طريق عملية التسامح وكان واقعة هذه الحادثة التي تسببت لنا يوما ما في الشعور بالخزي قد تلاشت مستبدلة بذلك الحب الكامن هنالك دائما والذي سيظل موجودا وإلي الأبد.
"لكي اصبح سعيدا فما علي الاأن أتخلي عن إصدار الأحكام"