:
الخطبة الأولى: رفع معنويات الصحابة في غزوة حنين:
عن كثير بن عباس قال: كان عباس وأبو سفيان معه يعني النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فخطبهم وقال: ((الآن حمي الوطيس)) وقال: ((ناد: يا أصحاب سورة البقرة))([32]).
الخطبة الثانية: إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما حصل في غزوة مؤتة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح له)) وقال: ((ما يسرنا أنهم عندنا)) قال أيوب أو قال: ((ما يسرهم أنهم عندنا، وعيناه تذرفان))([33]).
المبحث الرابع: خطب في فضائل بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
الخطبة الأولى: فضائل الصديق رضي الله عنه:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس([34]) وقال: ((إن الله خيرَّ عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله)) قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه، أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخبر، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لا تخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر)) ([35]).
الخطبة الثانية: في فضل الأنصار رضي الله عنهم:
عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يُعْطِ الأنصار شيئاً، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: ((يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟)) كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمنّ: قال: ((ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟)) قال: كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمنّ، قال: ((لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا. ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة، لكنت امرءاً من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار. إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض))([36